أشار نائب الأمين العام لـ"​حزب الله​" الشّيخ ​نعيم قاسم​، إلى أنّه "لفتني قول أحدهم إنّهم مستعدّون أن يتحملوا الفراغ لأشهر وسنوات، إلّا أنّهم غير مستعدين لتحملنا! بمعنى أنّهم حاضرون لأن يكون هناك خراب في البلد، ولكن لا إمكانية لأن يفتحوا كوَّة أو بابًا لعلاقة معينة أو تفاهمًا معيَّنًا لتسوية معيَّنة، من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي".

وأكّد، خلال لقاء مع معلمي التربية الدينية في مدارس المصطفى في منطقة بيروت، أنّ "الشعب ليس مستعداً لتحمل الفراغ، بانتظار تحقيق مشروعكم الذي تحلمون به ولا أفق له. لا يمكنكم أن تنجزوا انتخاب رئيس للجمهورية على شاكلتكم بهذا القدر من التوتر والتحدي والمواجهة".

ولفت قاسم إلى "أنّنا نفهم توترهم، وهو دليل عجز، وبهذه الطريقة لن يحصلوا على شيء. الأفضل لو تقدّموا بخطوات واقتراحات وطنية تُمهِّد لجلسات الانتخاب، كما تقدّم رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ بفكرة الحوار بتوقيت محدد، ثمَّ جلسات للانتخاب تُظهِر النتيجة كما كانت".

وشدّد على أنّ "أميركا ومن معها آخر همَّهم أن ينهار ​لبنان​، وأميركا تتصرف بعدائية كرمى ل​إسرائيل​. هي فرضت العقوبات على لبنان ومنعت هبات ​الكهرباء​ من إيران، منعت استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، وألزَمت لبنان بإبقاء النازحين على أرضه وحصرت المساعدات بالحدِّ الأدنى الذي يساعد على استقرار النازحين من دون اللبنانيين، كل هذه الأعمال التي قامت بها هي أعمال عدائية؛ وآخر همَّها أن يبقى لبنان أو لا يبقى إلَّا بمقدار ما يخدم مصالحها".

كما أعرب عن اعتقاده أنّه "يوجد باب ضوءٍ يجب أن نسلكه وهو الحوار. نحن سلكنا طريق الحوار مع "​التيار الوطني الحر​"، وهو سبيل مناسب لانتخاب رئيس للجمهورية، وقريبًا ستبدأ جلسات نقاش اللامركزية الإدارية الموسَّعة بينَ وفدين من "حزب الله" و"التيّار"، مبيّنًا أنّ "الأمر طبعاً لن يقتصر على المناقشات الثنائية، فحركة "أمل" لها علاقة بهذا القانون، وحلفاؤنا لهم علاقة والنواب الآخرون لهم علاقة، لأنّه قانون لا بُدّ أن يكون في المجلس النيابي".

وأوضح قاسم أنّ "خطوتنا إذًا هي خطوة أولى، ولا بُدَّ أن تُستتبع بخطوات أخرى متممة حتى يُنجز هذا الأمر، بمعنى آخر نحن نسير في ثلاثة اتجاهات إيجابية، اتجاه الحوار مع "التيار الوطني الحر"، اتجاه الموافقة على الحوار الذي أطلقه بري، واتجاه الحوار الذي دعا إليه الموفد الفرنسي ​جان إيف لودريان​؛ ولو وُجدَ مسارٌ رابعٌ فيه إيجابية لكُنَّا مستعدين أن نسلكه فهذه وجهة نظرنا دوماً".